اخرسو....

لم أفاجأ علي الاطلاق بما فعله " حركات " لاعب النادي الأحمر بعد تسجيله لهدف تعادل غير مستحق في نهاية لقاء الزمالك مع فريقه .. و لكن ما فاجأني بالفعل هي الدعوات التي انطلقت من بعض المهتمين بشئون اللعبة بضرورة معاقبة " حركات " علي هذا الفعل - الفاضح عرفا و قانونا - أسوة بما تم مع غيره من لاعبين ارتكبوا نفس الفعل من قبل ، و ردعا لمن قد يفكر في ارتكاب نفس الفعل ، و حفاظا علي ربما ما يكون قد تبقي مما يدعي منظومة الأخلاق و القيم التي يدعي النادي الأحمر أنه حامي حماها و فارسها الأوحد .

بالفعل .. ما أدهشني هو ضحالة تفكير من طالب بعقاب "حركات " مستندين في ذلك الي وقائع سابقة لعل اقربها الي الذاكرة واقعة الغاني جونيور لاعب الزمالك السابق الذي قام بنفس الفعل الفاضح في استاد بورسعيد عقب طرده عن طريق الحكم الدولي عصام عبد الفتاح في لقاء الزمالك و المصري بالدور الأول موسم 2006 – 2007 لتجتمع لجنة مسابقات نايف عزت و تقرر ايقافه ست مباريات بالاضافة الي غرامة مالية كعقوبة " مخففة " !!

و لماذا نذهب بعيدا ، و لدينا منذ اقل من اسبوعين واقعة مماثلة للمدرب العام للشرطة محمد ابراهيم الذي تم ايقافه لنهاية الموسم بعد أن أشار لجماهير الزمالك بيده في واقعة خرج علينا فيها مذيع الخرفان سابقا – و اللقب ليس من عندي بالمناسبة و انما هو وصف أحد كتاب جريدة قومية لهذا المذيع – خرج علينا هذا المذيع في البداية ليدعي عدم رؤيته لشيء وكأنه أصيب بعشي ليلي متقدم .. الا أنه ما لبث أن تناول علاجا – أو كحلا أو ماكياجا - قويا للعينين ليعود بعد ثلاثة أيام ليؤكد علي وجود الواقعة و صحة العقوبة .. و بالطبع فهذا العلاج – أو الكحل أو الماكياج – تم سحبه من الأسواق لخطورته علي " الضمير " العام .. أقول هذه المعلومة لئلا يأمل أحد في أن ينطق هذا الشخص ببنت شفة تخص هذه الواقعة .





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





المهم في الموضوع ليس هذه الوقائع .. و انما هو كم الصفاقة التي طالب بها البعض بعقاب " حركات " .. لدرجة أنني وجدت نفسي أتسائل :

من أين لهؤلاء بهذه الجرأة لدرجة المطالبة بعقاب لاعب ينتمي لأحد مراكز القوي في مصر و ربما أفريقيا ؟

لنفترض جدلا أن هذه الجرأة لها ما يبررها .. فممن يتوقع هؤلاء أن يأتي العقاب ؟

هل من رئيس اتحاد الكرة .. المشغول بالبيزنس في كافة الاتجاهات ، و التي كان منها ما كمم فمه و فم مصر كلها في الرد علي ما حدث عقب لقاء الجزائر ؟

هل من رئيس اتحاد الكرة الذي في عهده تصاغ - أو تفصل - القرارات علي مقاس ناد بعينه و أفراد بعينهم ؟

هل من رئيس اتحاد الكرة الذي فكر – و ربما ما زال يفكر – في ادخال المراهنات الي كرة القدم المصرية ليضيف الي أبعاد فسادها المختلفة بعدا جديدا و فريدا ؟

ربما يعتقد هؤلاء أن لجنة المسابقات هي المخولة باصدار قرار كهذا ، و خاصة أن لها سوابق عدة مع أندية كثيرة - الا ناديا بعينه - .. و لهم أقول :

هل تعتقدون أن الحاج عامر حسين رئيس اللجنة – بافتراض حياديته و نزاهته – يمتلك سلطة اتخاذ قرار كهذا ؟

هل تعتقدون أن لجنة المسابقات تطبق قانون العدالة و النزاهة ، أم أنها تطبق قانون ساكسونيا الخاص بها ؟



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



هل تعتقدون أن اللجنة التي عاقبت حازم امام للمسه أو لمسكه أو لدفعه يد الحكم ، و تغاضت عن عقاب حسام عاشور لنفس الفعل مع الحكم أيضا ، بل و تغاضت عن عقاب وائل جمعة بعد أن دفع الحكم الرابع بكلتا يديه .. هل تعتقدون أن هذه اللجنة تمتلك من التقوي أو الحيادية أو حتي الحياء ما يؤهلها لاتخاذ مثل هذا القرار ؟

هل تعتقدون أن اللجنة التي عاقبت عمرو زكي بالاستعانة بخبير لقراءة لغة الشفاه ، ثم نفذت حكم الاعدام في هذا الخبير لتجد حجة لعدم عقاب حسام عاشور بعد تلفظه بلفظ خارج هو الآخر .. هل تعتقدون أنها ستتحرك في أي اتجاه ؟

اذن .. لم يتبق سوي لجنة الحكام .. فربما – أقول ربما لأن العشي الليلي و عمي الألوان هما موضة هذه الأيام – ربما تكون اللجنة ، أو أحد أعضائها .. أو حتي رئيسها الموقر .. ربما يكون أحد هؤلاء قد شاهد هذه اللقطة – و هي موجودة و متاحة لمن يرغب في مشاهدتها -

و بدوري أسأل :

هل سيقوم رئيس اللجنة التي ارتكبت هذا الموسم ما يرقي الي مرتبة الفضائح الواضحة المتعمدة – و ليس الأخطاء البريئة الغير مقصودة – هل سيقوم بأي فعل يذكره له التاريخ ؟

و اذا افترضنا جدلا أنه يمكن أن يجرؤ علي التفكير – مجرد تفكير - في الاقدام علي حماقة ما – و هو أمر مستبعد تماما – فكيف و لماذا و علي أي أساس ؟

هل علي أساس تاريخه الناصع المرصع بالنزاهة و الحيادية التي أسفرت عن وجهها القبيح بكل وقاحة في مباراة حسن شحاتة الشهيرة التي قدم فيها رئيس اللجنة – بالاشتراك مع مساعده – درسا علنيا في كيفية ارتكاب جريمة تحكيمية منظمة و الافلات بدون عقاب ؟

هل علي أساس دفاعه المستميت عن تابعيه و صبيانه كلما أخطأ احدهم خطأ في اتجاه ناد ما ، ثم تحوله مائة و ثمانين درجة لدرجة القسم بأنه سيعاقب أحد الحكام المساعدين لأنه تجرأ و أخطأ – بشكل عفوي و طبيعي و غير مقصود علي حد وصف رئيس اللجنة بشحمه و لحمه و" دمه " – لأن هذا الخطأ جاء في اجاه ناد ما يصطبغ بلون فاقع كريه ؟

هل علي أساس تبريره الدائم الذي ربما مل هو شخصيا منه بأن أخطاء الحكام واردة و عادية و تحدث في كل الدنيا ، و مطالبته الدائمة بالنظر للحكام علي أنهم بشر يصيبون و يخطئون لكهم منزهون فوق الأغراض ، مع أن كونهم بشرا يجعل من الطبيعي أن منهم الجيد و السيء تحكيميا .. و ذوي الضمير و ضعاف النفوس المعرضين للوقوع في الخطأ – و هو بالمناسبة أمر طبيعي و حدث في دول كثيرة متقدمة كرويا لكنه " لم " و " لا " و " لن " يحدث في مصر !!!! –

و مع أن كون أخطائهم زادت عن الحد بصورة شديدة الفجاجة تجعل من الطبيعي أن يفكر البعض بشكل عكسي و بدلا من أن يفترض أن الحكام محايدون معرضون للخطأ ، فانه يفترض أنهم مغرضون و غير محايدين قد " يخطئون " أحيانا فيفعلون الصواب ذرا للرماد في العيون ؟

أيها الحمقي الذين تطالبون بعقاب " حركات " .. اخرسوا .. فلستم أهلا للمطالبة بعقوبة واحد من ذوي ال " دم " الأزرق .. و لستم أهلا أصلا للمطالبة بأي شيء في بلد أصبح الحياد فيها هو الاستثناء و الانحياز هو القاعدة .. و اصبح الفساد هو المسيطر و النزاهة ضيف شرف .. و أصبح الأدب فيها ضربا من الحماقة و السفالة هي قمة العقل .



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]